أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

تعز حين حولتها “المقاومة” إلى ثقب أسود يلتهم الشباب والأموال والسلاح والآمال والأحلام التي عُقدت عليها

يمنات – صنعاء

كشف موقع “العربي” عن جانب من الخلافات بين فصائل المقاومة في محافظة تعز، جنوب غرب البلاد.

و نقل الموقع، عن الصحفي، رامز الشارحي، أن “هناك اختلاق صراعات داخلية بين الجبهة الواحدة، ناهيك عن الصراعات بين فصائل المقاومة التعزية، و هي الطامّة التي ستقصم المقاومة في حين ما زالت حشود أنصار الله و دبّاباتهم على أطراف كبيرة من المدينة.

و أوضح الشارحي أن “الخلاف يدور حول اللواء لذي يقوده العميد الحمادي، على خلفية قرارات الجيش الأخيرة باعتماد لواء جديد في مكوّن المقاومة، بينما هناك تجاهل للقوّات التي يقودها الحمادي”.

و شدد على ضرورة “حلّ هذه المسألة في إطار السياسة”. لافتا إلى أن “جبهات كثيرة فُتحت، وباتت المساحة تفوق قدرات قوّات الجيش، وكانت هناك مطالبات كثيرة بتسليح الجيش، وضمّ الشباب الذين تمّ تدريبهم مؤخّراً في صفوف اللواء، وإرسالهم إلى الجبهات”.

و نوه إلى أن “المشاكل الأخيرة التي حدثت في التربة سقط خلالها ضحايا، نتيجة خلافات مع قبائل الصبيحة، مّا دفع قيادة المحور و المحافظة إلى إرسال قوّات من كتائب حسم، و القيام بحملة أمنية تكلّلت بإيداع أبرز القيادات الميدانية لقوّات الحمادي السجن، وما زالوا حتّى اللحظة”.

و أكد الشارحي أن ما تمّ تسليمه للعميد الحمادي من قبل قيادة المحور مبلغ بسيط جدّاً، في حين تمّ تسليم مبالغ هائلة لبقية الفصائل، وهنا بدأت المشكلة.

فصائل متعددة

و حسب الموقع، يذهب آخرون إلى القول إن “المقاومة” انقسمت إلى فصائل متعدّدة، تتنافس فيما بينها على حجم الدعم الذي ستحصل عليه من قبل دول “التحالف”.

و أشار الموقع أن هناك اتهامات توجه لحزب “الإصلاح” و قيادات عسكرية، باختلاس مبالغ مالية ضخمة سُلّمت إليهم من التحالف السعودي، و اليت كشف عنها القيادي السلفي، قائد الجبهة الشرقية بتعز، أبو العباس.

القيادي السلفي والمسئول المالي لمقاومة تعز أبو العباس يكشف بالأرقام عن المبالغ التي تسلمها قادة مقاومة تعز من السعودية

أبو العباس لا يعترف بثورة فبرائر والديمقراطية ويؤكد أن “عفاش” ملهمه ويكشف مساعي لقادة في المقاومة لابتزاز بيت هائل ويتهم مجلس المقاومة بالفساد

مقاومة في مهب الريح

و حسب ما أورده الموقع، يعتقد البعض أن “مقاومة” تعز في مهبّ الريح، من كون أن دول “التحالف السعودي”، و بالأخصّ السعودية و الإمارات، حاولت إنشاء كيانات موازية لها داخل صفوف “المقاومة” دون معرفة “الشرعية”.

و نقل الموقع عن الدكتورة أروى الخطابي أن “السعودية ستخرج فواتيرها عاجلاً أم آجلاً، و تصبح فضائح السرق في صفوف المقاومة تجلجل في الأرجاء.

و أكدت الخطابي أن “السعودية و الإمارات أوجدوا لهم كيانات موازية تتواصل فيما بينها، بعيداً عن سلطة الشرعية التي يحاربون تحت رايتها”.

و قالت: “هاني بن بريك يتواصل مع أبو العباس، و يعقدون اتّفاقيات ومشاورات خارج الدولة، و بالمثل أبو العباس يقابل الأمير السعودي فهد بن تركي، الذي على حد تعبير أبو العباس يريد محاربة الرافضة في اليمن”.

و اعتبرت أن “التخبّط بلغ حدّ بحث السعودية و دول التحالف عن أمين صندوق تسلّمه مبالغ كبيرة جدّاً، و تطلب منه توزيع الأموال على قادة الألوية العسكرية، الذين يتبعون الشرعية، و هذا التخبّط هو ما سوف يؤدّي إلى توالد الجماعات الميلشاوية في تعز، لكي تظلّ تفقس تعز بين الحين والآخر جماعة ميليشاوية جديدة.

و نوهت إلى أنه ليست هذه المرّة الأولى التي يُتّهم فيها أناس بعينهم بالسرقة، فقد اتّهم خالد بحاح، رئيس الوزراء الأسبق، و قبله أحد رجال التحالف مقاومة تعز بأنّها استلمت 300 مليون دولار.

و أضافت: بالرغم من أن المبلغ يبدو ضخماً، و لكن لا يُستبعد أبداً أن يكون المبلغ الذي استملوه أكبر من هذا المبلغ.

و قالت الخطابي: نحن أمام شبكة معقّدة من العصابات المسلّحة، التي وجدت في الحرب بقرة حلوب، تدرّ أموالاً و أسلحة، و تضع يديها على ممتلكات الدولة، كالمدارس و الجامعات و المتاحف و المنازل و الممتلكات العامّة و الخاصّة.

و أضافت: هذه العصابات حتّى لو افترضنا أنّها سوف تتمكّن من دحر الحوثي، فإنّها سوف تخوض حروباً مريرة في ما بينها، تشبه تلك الحروب التي حصلت في أفغانستان، والتي انتهت بتشكيل حكومة طالبان.

الناصريون يتقربون من السعودية

و نقل الموقع، عن الإعلامي، جميل الحاج، أن “هناك شرخاً كبيراً بين الإصلاحيّين و السلفيّين من جهة، و بين الإصلاحيّين و الناصريّين من جهة أخرى.

و أضاف: هناك محاولة من الناصريّين للتقرّب من السلفيّين، الذين هم قريبون من السعودية، و بالتالي يتقرّب الناصريّون من السعودية، خاصّة و كما يبدو أن أبو العباس حاول تقديمهم على أنّهم أقلّ جماعة حصلت على أموال عن طريق الحمادي الذي استلم مبالغ قليلة جدّا.

و لفت إلى أن أيّ تحالف من هذا النوع بين السلفيّين و الناصريّين يسيء للناصريّين إساءة بالغة، و يضعهم في سلّة السلفيّين الذين لا يؤمنون بالحداثة و لا الديمقراطية و لا القومية و لا العدالة و لا المساواة.

ثقب أسود

و حسب ما أورده الموقع، تبدو “مقاومة” تعز أشبه بثقب أسود يلتهم كلّ شيء، الشباب و الأموال و السلاح، و الأخطر هو أن تعز باتت تلتهم الآمال و الأحلام التي كانت معقودة عليها.

للمزيد

تعز .. فصائل متعددة الولاءات ومختلفة الأهداف حولت المدينة إلى كنتونات وامارات متناحرة تؤسس لمستقبل دامي في المدينة الحالمة

زر الذهاب إلى الأعلى